الأزمة الأوكرانيّة الروسيّة بين الطموحات الروسيّة و توجهات أوكرانيا نحو اوروبا

 أوكرانيا

اوكرانيا الجمهورية الثانية بعد روسيا في الاتحاد السوفياتي السابق . بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حصلت على استقالها بدات في اجراءات تغير طبيعة النظم السياسية و الاقتصادية فيها من خلال صياغة دستور ديمقراطي ونظام سياسي متعدد الاحزاب السياسية والتحول الى نظام اقتصاد السوق الحر .

 دولة ذات مساحة كبيرة فيها كثير من الموارد الطبيعية وتمتلك قاعدة صناعية كبيرة . وبلد زراعي يتنافس على المراتب الاولى عالميا في الانتاج الزراعي اوكرانيا لم تستطيع التغلب على طبيعة مهمه في سياساتها تجاه الاطراف الدولية منها الروسيّةوالاتحاد الاوروبي لم ترسم صياغة سياسة تحقق التوازن وتجلب الاستقرار السياسي والاقتصادي في اوكرانيا من ناحية علاقاتها مع روسيا الاتحادية والدول الغربية وسمح الانقسام في طبيعة النخب السياسية الى توسيع نفوذ الاطراف الدولية في التدخل في الشؤون الداخلية هذا التدخل اثر بشكل كبير على االوضاع . السياسية و الاقتصادية في اوكرانيا .

 ولم تحقيق الاستقرار الاقتصادي ومن ثم نجاح الاصلاح الاقتصادي فيها فعندما نتابع تطور الاصلاح الاقتصادي في العقد الاول لم تستطيع اوكرانيا احراز تقدم في الاصلاحات الاقتصادي العامل السياسي اثر بشكل كبير في اوكرانيا نتج عنه الثورة البرتقاليةالمدعومة من الغرب تصاعدت حدة الازمة وزادت التوترات على كافة الاصعدة اصبحت ازمة متنوعه سياسية و اقتصادية التي اثرت بشكل كبير على اقتصاد الاوكراني .

وسبب مشاكل عديدة منها عدم قدرة الدولة على الايفاء بالالتزامات المالية في سداد ديونها الخارجية ودخلت اوكرانيا في منعطف خطير في عام 2013 نتيجة تصاعد حدة الاحتجاجات المؤيدة الى اوروبا و تعرضت اوكرنيا الى التجاوز على سيادتها من حيث ضم جزيرة القرم وكثرة الحركات الانفصالية في شرق اوكرانيا وتصاعد التوترات في بحر اوزوف حيث تهدف اوكرانيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

الازمة الاوكرانيّة الروسيّة و تطورات السياسية الاقتصادية في اوكرنيا


 السمات المميزة في اوكرانيا. 

اوكرانيا تلفظ غالبا اوكرانيا .ykpaiha بالاوكرانيّة وتلفظ . ukrjina وتاتي ثاني اكبر دولة في شرق اوربا يحدها من الجنوب الغربي رومانيا و مولدوفا والبحر الاسود و بحر اوزوف من الجنوب ومن الغرب بولندا و سلوفاكيا والمجر ومن الشمال بلا روسيا ومن الشرق روسيا الاتحادية .

 عاصمتها كيف وهي اكبر المدن الاوكرانيّة يعود اصول الاوكرانيون الى السالف الشرقيين تعرضت الى العديد من التقسيمات خلال قرون ماضية وقسمت في القرن التاسع عشر اذ استحوذت روسيا على الجزء الاكبر من اوكرانيا اما الجزاء الاخرى فوضعت تحت السيطرة النمساوية الهنغارية .

 تعرضت اوكرانيا الى مجاعة في عام 1259-1255 مما ادى الى موت عشر ملايين مواطن بسبب الجوع و تعرف المجاعه باسم (هوكودومور)وتعود الى سبب الجفاف عام 1251 وسوء الاحوال الجوية وتعد اوكرانيا احد الجمهوريات المؤسسة فى الاتحاد السوفياتي  . 

وكذلك من الاعضاء المؤسسين للامم المتحدة في عام 1945 تولى ويذكر ان العديد من رؤساء الاتحاد السوفياتي ينتمون الى اصول اوكرانية فبعد وفاة ستالين في عام1953 تولى السلطة نيكيتا خروشوف وقد دعم اوكرانيا و اسس الصناعة فيها لا سيما الصناعات الحربية و انشا مراكز البحوث التكنولوجية و اصدر امرا في عام 1954 في ضم شبه جزيرة القرم وتم ظمها تحت السيطرة الاوكرانيّة بعدما كانت تحت السيطرة الروسيّة بعد 

خروشوف جاء ليونيد ابريجينيف رئيس الاتحاد السوفيتي للمدة من 1964 الى 1982 . 

تمتلك اوكرانيا سمات عديدة لها تاثيرها على الواقع السياسي و الاقتصادي من حيث الموقع و المساحة و التضاريس و المناخ و خصوبة الارض و وفرة الموارد الطبيعية و المياه هذه السمات جعلت من اوكرانيا محطة انظار القوى الاستعمارية خلال مراحل تاريخية مختلفة . الدستور الاوكراني حدد النظام السياسي نصف رئاسي

 مساحة اوكرانيا 603/700 كيلو متر مربع لذا تحتل المرتبة 44 عالميا من حيث المساحه و ثانية على اوروبا بعد المانيا توجد فيها السهول الخصبة و الهضاب وجود الانهار ومن اشهرها نهر دنبير ن و سيبفيرسكي ، ودنبيش ، و دينيبير ويوغ ، الجنوى .

 وتتصل هذه الانهار بالبحر االسود و بحر اوزوف وتشترك مع رومانيا في دلتا الدانوب الى الجنوب الغربي من رومانيا فيها اعلى قمه جبلية هي جبال هورا هوفرال ارتفاعها 2060 م وتقع في شبه جزيرة القرم .

ويفصل مضيق كيريش اوكرانيا عن روسيا ويربط بحر اوزوف في البحر الاسود 

بماذا تشتهر اوكرانيا

 يتميز المناخ في اوكرانيا بانه قاري معتدل جعلها تمتلك طبيعه ساحرة من ناحية وجود السهول و الجبال . شتاءها بارد على طول ساحل البحر الاسود الى بارد جدا في داخل البالد تمتاز بتساقط كثيف للامطار هذه الطبيعه جعل من اوكرانيا  تحضى باهتمام من قبل الشركات السياحية العالمية وقد صنفت المنظمة العالمية للسياحة 

اوكرانيا تحتل المرتبة الثامنة عالميا من ناحية توافد عدد السياح واللغات الموجودة هي الغة الاوكرانيّة الرسمية و يتكلم 69 %من المواطنين و اللغة الثانية هي الروسيّة و يتكلم29 %

اما من ناحية طبيعه السكان هناك من اصول اوكرانية نسبتهم 77من السكان ، من روسيا 17 %، بلاروسيا 6 %و مولداف وتتار القرم 5 % ،وبلغار 4 %ومجريون و رومان و بولنديون 5 % ،واخرون 1% .

و وفقا لدراسة اعدها مركز رازمكوف عام 2018 ان الديانة المسيحية يدين بها نسبه 87 % من السكان والغالبية من الكنيسة الارثوذكيسية فيها عدد المسلمين 6 %واليهود 2 %و الديانات الاخرى 2 %اوكرانيا .

 يبلغ عدد سكان اوكرانيا حسب تقديرات يوليو 2014. 44مليون نسمة 

 تمتاز اوكرانيا بانخفاض معدلات الخصوب السكانية وهي الادنى في العالم 1\1 %هذا فضلاً عن تراجع السكان وهناك هجرة من السكان الى الخارج تمتلك خطوط سكك الحديدية التي ترتبط بالمدن الاوكرانيّة و ايضا ربط المدن الصناعية في الموانئ يوجد اكبر خط سكك الحديد في دونباس

 تعد اوكرانيا اكبر مستهلكي الطاقة في اوروبا بعد المانيا حيث تعتمد على توليد الطاقة الكهربائية على مصادر الطاقة النووية والغاز و الفحم و من المياه حدد دستور اوكرانيا من ناحية الادارية تقسمها الى 24 اقليم

 وجمهورية شبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي وكيف العاصمة وسيفاستوبول بحالة قانونية خاصة وهذا بدورة تقسم الى 490 وحدة ادارية  

اعلنت الاستقلال في24 اب 1991.

 اقتصاد اوكرانيا يعتمد على اقتصاد السوق الحر تمتلك اوكرانيا اكبر احتياطي الفحم الحجري في العالم 91 مليار طن . دولة زراعية تشتهر في زراعة الحبوب و المحاصيل الخضر و الفاكهة . تمتلك قاعدة صناعية ورثتها من الاتحاد السوفياتي في صناعة الاسلحة و الطائرات والمركبات الفضائية و السيارات وصناعة الحديد و القطارات والتوربينات وكافة الصناعات الثقيلة وكذلك الصناعات الخفيفة .

 بداية الازمة الاوكرانيّة الروسيّة

 الازمة الاوكرانيّة سببت عن تصدع العلاقات الروسيّة الاوكرانيّة والملاحظة هنا ان خلف الازمة اطراف دولية ساهمت في تعقيد الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الامنية و استمراها الى الوقت الحاضر واثر ايضا على الوضع الاجتماعي مما سبب في زيادة الهجرة الى الخارج بحثا عن الامن و الاستقرار و فرص العمل وقد جذبت روسيا العديد من المهاجرين الاوكرانيين للعمل في القطاعات الاقتصادية اذ تستقبل روسيا العمال المهاجرة من الدول المستقلة (اوكرانيا ، كزاخستان ، اوزبكستان ، غرغيستان ، مولدوفا ، طاجكستان )

 والازمة الاوكرانيّة هي ازمة دولية وتعرف بانها الصورة الاكثر دراماتيكية والاشد كثافه للصراعات التي تجري داخل النظام الدولي.

 وتتوقف دون نقطة الحرب الساخنة و تؤدي في طبيعتها الى تنشيط احتمال الحرب بحيث يعد عامل مركزيا في تطور اطرافها بما لها من تأثيرات قوية .

 ان اجواء الازمة تاخذ طابع التهديدات المتبادلة يصاحبها التاثيرات النفسية و العاطفية الحادة و استعراض القوة وهي عوامل مساعدة تساهم في حدة الازمة الدولية نستخلص من ذلك ان الازمة الاوكرانيّة حصل فيها كل ما هو محدد في التعرف من ناحية التهديد المستمر و استخدام القوة العسكرية.

 ان المؤشرات الدولية توحي بان الصراع على النفوذ بين الاتحاد الاوروبي و امريكا من جهة و روسيا الاتحادية من جهة اخرى منذ اعلان الثورة البرتقالية في اوكرانيا في عام 2004 التي اوصلت مؤيدون الاتحاد الاوروبي الى السلطة وابعاد القوة السياسية الموالية الى روسيا من السلطة هذا التحول لم ينتج الاستقرار السياسي في اوكرانيا نتيجة وقوع اوكرانيا بين قطبين متنافسين حيث ترى روسياالاتحادية انها منطقة نفوذ عائدة لها لكونها من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مع العلم ان الرئيس السابق فيكتور يوروشينكو ورئيسة الحكومة يوليا تيمو شنكو فكرة الاندماج مع الاتحاد الاوروبي  ، وفي  نوفمبر 29عام2013 لم ينجح الاتحاد الاوروبي في اقناع اوكرانيا مع ست دول سوفيتية سابقة بالتقرب من الاتحاد الاوروبي كان هذا الرفض من اوكرانيا لكون الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من المقربين الى روسيا لذلك مارس الاتحاد الاوروبي الضغوط السياسية عليه و شجع الاحتجاجات الامر الذي ادى الى استقالة الرئيس يانوكوفيتش 

وبسبب شغور منصب رئيس الجمهورية فقد صوت البرلمان الاوكراني على تولي رئيس البرلمان الكسندر نورد توشيينوف منصب رئيس اوكرانيا مؤقت .

 وهذه الالية استنادا الى الدستور الاوكراني في حالة شغور منصب رئيس الدولة يتولى رئيس البرلمان مهامه 

وسعت الاحتجاجات من قبل الموالين الى روسيا في اذار من نفس العام اذا سيطر المحتجين على الادارت في اقاليم خاركيف ، دونيسك ، لوهانسك وطالبو في ضمها في استفتاء الى روسيا واعتراف بالغة الروسيّة اللغة الثانية بالدولة و اقامة اتحاد جمركي مع روسيا 

وفي 10 اذار سيطرت القوات الامنية على الادارات التي كانت خاضعة لسيطرت المحتجون .

 طالب ستريكوف دونايتسك عن الانفصال من اوكرانيا بعدها سيطر الانفصاليون على الادارات المحلية وفي 7نيسان تم الاعلان عن جمهورية دونايتسك الشعبية وتم بعد ذلك تسليم السلطة الى جيش الجنوب الشرقي عندما ارادت اوكرانيا الرد عسكريا لاستعادت تلك الاقاليم انفصل حوالي 8000شرطي و جندي من القوات الاوكرانيّة وانظموا الى الانفصاليين وفي ايار قام الجيش الاوكراني بالهجوم على دونايتسك وساعدت روسيا الانفصاليين بالسلاح وفي ضوء تصاعد الاحتجاجات في كيف العاصمة التي ادت حدوث الاشتباكات بين القوات الامنية وفي 22 شباط تحركت القوات الروسيّة في شبه جزيرة القرم وفي نهاية شباط 2014 حاصرت القوات الروسيّة القوات الاوكرانيّة مما سبب في انشقاق قائد القوة البحرية دينيس بير بر فسكي وانظم الى روسيا فضلا عن عديد من قادة القوات الاوكرانيّة بعدها سيطرت القوات العسكرية الروسيّة على كافة القواعد العسكرية الاوكرانيّة في شبه جزيرة القرم وفي 26اذار سيطرت بالكامل على شبه جزيرة القرم و صوت برلمان شبه جزيرة القرم بالاجماع بانضمام الاقليم الى روسيا وفي13 يناير 2015 شنت روسيا هجوما عسكريا اضطرت اوكرانيا الى توقيع اتفاقية مينسك في 12 شباط 2015 بوقف اطلاق النار مع منح المناطق الانفصالية وضعا خاص.

 

 اخطاء وقعت بها اوكرانيا

 1 -تصويت البرلمان الاوكراني على الغاء التشريع القانوني الذي منح اللغة الروسيّة وضعا و حماية رسمية.

2 -اعفاء الرئيس الاوكراني الموالي الى روسيا و تعيين رئيس البرلمان بدال عنه

. 3 -تهديد ايجور موسي شوك قائد حزب سياسي يمين متطرف و مجموعه شبه عسكرية في اوكرانيا الذي هدد المواطنين في شبه جزيرة القرم فظلاً عن حدوث اشتباكات بين تتار شبه جزيرة القرم و القومية الروسيّة.

 4 -صدور اوامر من وزير داخلية اوكرانيا بحل شرطة مكافحة الشغب في شبه جزيرة القرم بعد قمع الاحتجاجات في كيف.

التطورات السياسية في اوكرانيا

 يؤكد مجرى الاحداث ان اثار الازمة على الوضع السياسي كانت خطيرة جدا على هيكل الدولة و المساس في سياستها كانت النتيجة لها اثار على وضع الدولة من ناحية ضعف سيادة القانون في مؤسسات الدولة والسؤال هنا ما هو اثر الازمة على الوضع السياسي في اوكرانيا وما رافقها من تحوالت سياسية . 

شهدت اوكرانيا بعد مرحلة الاستقلال انتخابات رئاسية واستفتاء عام من قبل الشعب حول قانون الاستقلال في 1 كانون الاول عام 1991. وتم انتخاب يونيد كرافتشوك ليكون اول رئيس منتخب الى اوكرانيا بعد نيل قانون الاستقلال على تاييد 90% د احمد علي ، من الشعب وتم اعتماد دستور جديد الى اوكرانيا والذي عدها بانها دولة جمهورية النظام السياسي فيها نظام نصف رئاسي . ينتخب الشعب رئيس السلطة التنفيذية والذي بدوره يعين رئيس الحكومة على ان تكون مدة والية رئيس الجمهورية 5 سنوات اما السلطة التشريعية فتتكون من 450 مقعدا يتم انتخابهم من قبل الشعب ويمارس الاختصاص الرقابي و تشريع القوانين و الاختصاص المالي من حيث اقرار قانون الموازنة  اما السلطة القضائية حيث يكون القضاء مستقلاً وفقا لمبدا الفصل بين السلطات .

 جرت انتخابات رئاسية وفاز بها ليونيد كوتشيما وشهدت هذه الانتخابات انتقادات عديدة من المعارضة في وقت شهدت اوكرانيا بداية التحول وافتقارها الى مؤسسات قوية قادرة على بسط القانون لذلك كان رئيس لمعارضة صائب في انتقادها الى الرئيس ليونيد كوتشيما . بسبب انتشار الفساد و تزوير الانتخابات و سيطرت المافيا من رجال السلطة و الامن على الاستحواذ على المؤسسات الاقتصادية عن طريق الخصخصة وفي عام 1996جرت انتخابات في اوكرانيا ونتجت عن فوز فيكتور يانكوفيتش وتم الطعن بها من قبل المعارضة امام المحكمة التي ايدت عملية تزويرالانتخابات مما زاد الغضب الشعبي ومن ثم الاعلان عن قيام الثورة البرتقالية في عام 2004 التي احدثت تغيرات سياسية و استلم السلطة كل من بوشيتينكو و يوليا تيموشينكو وقد لجأ فيكتور يانكوفيتش الى المعارضة واعيد الى السلطة في عام 2006 بعد تشكيل تحالف الوحدة الوطنية ويذكر ان الثورة البرتقالية تهدف الى تحديد النفوذ الروسي في اوكرانيا و انشاء المؤسسات الديمقراطية و محاربة الفساد وايجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها اوكرانيا.

 وبعد فشل يوشينكو في تحقيق العدالة بين السلطات و عدم تطور الاقتصاد الاوكراني ونتيجة الضغوط السياسية اعلن عن انتخابات عام 2007 و الموافقة على اجراء تعديلات دستورية منها نقل صالحيات الرئيس للسلطة التشريعية لا سيما من ناحية حل الحكومة وبذلك اصبحت اوكرانيا دولة برلمانية .

 اعادة القوى السياسية الموالية الى روسيا قوتها وشاركت في الانتخابات الرئاسية في عام 2010 فاز بها المرشح الموالي الى روسيا فيكتور يانكوفيتش فقد ساهم في تعزيز العلاقات الروسيّة الاوكرانيّة ونتيجة لهذا الموقف دعم الغرب قوى المعارضة ضد فيكتور يانكوفيتش لتخرج في احتجاجات ضد الرئيس وقد اتخذت روسيا حال توافقيا بين القوى السياسية.

 مسار الاصلاح الاقتصادي في اوكرانيا 

 اوكرانيا تمثل قوى اقتصادية لامتلاكها قاعدة صناعية تضاهي الدول الصناعية العظمى من الصناعات الثقيلة المتطورة و بلد زراعي يشتهر في زراعة الحبوب و المحاصيل الزراعية المختلفة  عندما حصلت على الاستقلال عام 1991 بدات التحول الى اقتصاد السوق و حررت الحكومة معظم الاسعار لمكافحة النقص الحاصل في المنتجات مع دعم الدولة الزراعة و الصناعة المملوكة للدولة عن طريق انبعاث النقدي الغير مكشوف من ناحية السياسات النقدية لم تستطيع معالجة مشكلة التضخم

 ارتفع بشكل حاد في الفترة من 1991-1999 وهي بذلك تصدرت التصنيف العالمي الكثر ارتفاعا في الرقم القياسي العالمي في التضخم

 في عام 1993 لم يحدث اي تغيير في انخفاض الاسعار الا بعد طرح العملة المحلية هيريفنيا في عام 1996 لم تنجح اوكرانيا في عهدها الاول في الاصلاح الاقتصادي اذا كانت بطيئة جدا وتركت اثارها على اداء الاقتصاد الاوكراني فقد انخفض انتاج القطاع الصناعي الى 40 % وتدهور القوى الشرائية الى50 يورو و تراجع القطاع الزراعي .

 لغرض معالجة تراجع الاقتصاد تم تبني سعر صرف ثابت بالنسبة الى العملة المحلية واستخدام الادوات السياسة النقدية لمعالجة ارتفاع التضخم .

 اصدرت قانون خاص في الخصخصة و تعرض الى انتقادات من قبل الشعب و الحكومة ولاجل التلغب على هذه المشاكل تم استثناء عدد كبير من الشركات المملوكة للدولة حيث من الصعب على الدولة تمتلك قاعدة صناعية كبيرة و متطورة ان يتم خصخصتها خلال وقت ،حقق الاقتصاد الاوكراني معدالت نمو سالبة في الكثير من الاحيان.

 اثرت الازمة الاقتصادية في روسيا عام 1998 على حجم التبادل التجاري مع اوكرانيا اذا انخفض الى 50 %وهذا اثر على الانتاج و الاقتصاد في اوكرانيا في مجال الاستثمار اعتمدت اوكرانيا في عهدها الاول في الاصلا الاقتصادي على القطاع الخاص المحلي و سمح هذا بسيطرة المسؤولين الفاسدين على القطاع العام ومن ناحية التدفق الاستثمار الاجنبي في عام 1993كان 196مليون دولار و في عام 1998 بلغ 743 مليون دولاران وجود الاجهزة الفاسدة سواء الامنية او المسؤوليين الفاسدين سبب في تراجع الاقتصاد الاوكراني من خلال تشكيل طبقة المافيا و من ثم شيوع ظاهرت الفساد و هذا ما عانت منه اوكرانيا عام 1998 من عجز في الموازنة بلغ 3 مليار دوالر و عجز الميزان التجاري 8\1 مليار دولار و الديون الخارجية1/8 مليار دولار وايضا تراجع الانتاج الصناعي من ناحية االنتاج و التصدير 

ولمعالجة الاقتصاد الاوكراني اصر صندوق النقد الدولي بتنفيذ اوكرانيا برامج الاصلاح الاقتصادي لا سيما القضاء على الفساد وعلى اثر ذلك اصدرت الحكومة قرارات ادارية باعفاء 250 منصبا حكوميا و الغاء الامتيازات لرجال العهد السابق و اعادة الارضي الزراعية الى الملكية الخاصه اثرت هذه السياسة على تحسين قطاعي الزراعة و الصناعة بنسبة 17 %مع العلم ان مساعدات الصندوق النقد الدولي المشروطة 2/2 مليار دولار ساهمت هذه السياسة في وضع الاقتصاد الاوكراني في مسار الاصلاح الاقتصادي الصحيح و حقق نمو من عام 2000-2008

 اسباب الازمة الاوكرانيّة الروسيّة

هناك العديد من القضايا ساهمت في تطور الازمة بين البلدين لذلك سوف نستعرض اهم الاسباب التي سببت في تطور الازمة.

 1 - الخلافات الاوكرانيّة الروسيّة حول الطاقة. تعد الخلافات الروسيّة الاوكرانيّة حول استيراد و مرور مصادر الطاقة الغاز سواء كان الى اوكرانيا او الى اوروبا مرورا عبر اوكرانيا هذه الخلافات كانت بداية تصدع الخلافات الروسيّة الاوكرانيّة فخالف حول الطاقة كانت بوادر بداية الازمة عام 2008 اذا اتخذت روسيا بداية الضغط على اوكرانيا بسبب خلافات عديدة بينهما و مخالفة اوكرانيا السياسة الروسيّة سواء كان مع دول الجوار المستقلة او سياسة روسيا اتجاه اوكرانيا لذلك اوقفت روسيا تصدير الغاز الى اوكرانيا مع العلم ان روسيا تقدم تسهيلات الى اوكرانيا من خلال خفض سعر الغاز المصدر اليها بنسبه35 %عن السعر الذي يباع الى اوروبا فضلاً عن استفادتها من الغاز المار عبر اراضيها الى اوروبا والاستفادة من الرسوم التي تدفعها روسيا الى اوكرانيا 

من جهة اخرى ازدادت حدة الاتهامات الروسيّة الى اوكرانيا بعد توجيه الحكومة الروسيّة لها بسرقة الغاز المار عبر الاراضي الاوكرانيّة الى اوروبا و اعلنت شركة غاز بروم الروسيّة عن اعتراف اوكرانيا بسرقة الغاز وسبب الاخر تعرض الاقتصاد الاوكراني الى الازمة الاقتصادية عام 2008شكلت مشكلة في دفع فواتير الغاز الى روسيا البالغة 6\1مليار دولار وايضا عدم دفع رسوم تقدر ب450 مليون دولار . وقد اعلنت الحكومة الروسيّة عن اتخاذ اجراءات بفرض عقوبات على اوكرانيا اذ لم يتم دفع تلك المبالغ الى روسيا 

2- اوكرانيا واهداف منظمة الديمقراطية والتنمية الاقتصادية

 سعت اوكرانيا بجذب كل من جورجيا واذربيجان و مولدوفا الى الاعلان عن تاسيس منظمة الديمقراطية والتنمية الاقتصادية غوام وتاسيسها في عام 1997 الحجة الرئيسية ان المنظمة هدفها تنظيم العلاقات بين هذه الدول في المجال الاقتصادي و السياسي فضلاً عن عدها ادات دبلوماسية بين دول المنظمة وتم تبني ميثاق المنظمة في عام 2001 في يالطا في اوكرانيا الذي حدد الاطار القانوني للمنظمة و مجالات التعاون و الهداف الرئيسية بالمنظمة وتشكيل الهيكل التنظمي للمنظمة بعد ذلك أنضمت اوزبكستان الى المنظمة في عام 1999 ليصبح عدد اعضائها 5 ونتيجة الاحداث و التغيرات في كل من جورجيا عام 92003 و اوكرانيا عام2004 في تلك الدولتين كان الحافز الى اعادة تركيب المنظمة كاطار عملي يجمع تلك الدول لمواجهة التحديات التي تتعرض لها على المستوى الداخلي او الخارجي 

لكن الحقيقة ان الهداف المخفية للمنظمة لم يتم الاعلان عنها اذ ان الهدف الحقيقي للمنظمة هي تشكيل تكتل دولي بين الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ضد روسيا بدعم من الغرب بهدف تحديد نفوذ روسيا في الدول المستقلة فضلاً عن عدم التدخل في شؤون الدول المستقلة الغير منظمة الى منظمة غوام ولديها علاقات قوية مع روسيا من اجل تغيير نظامها السياسي و اضعافه و من ثم وصول قوة سياسية موالية للغرب ولها مجلة عداء مع روسيا حتى يتم توسيع النفوذ الغربي فيها. 

3- الخالف حول اسطول البحر الاسود الروسي

 يعد اسطول البحر الاسود احد تشكيلات القوات البحرية الروسيّة وله مهام في البحر الاسود و البحر االبيض المتوسط و منذ القرن الثامن عشر فان سفن الاسطول ترسو في الموانئ الواقعة في البحر الاسود و بحر اوزوف  يعد تمركز الاسطول الروسي في ميناء سيفاستابول في منطقة القرم على البحر الاسود في اوكرانيا احد الاسباب الخلافات بين روسيا و اوكرانيا علما بان هذا الموضوع كان محل خالف منذ اسقلال اوكرانيا وتم الاتفاق بين الدولتين  بشان امتلاك الاسطول واعلن عن توافق الدولتين على انشاء قيادة مشتركة من الدولتين،وتحويل الى اسطول روسي و اوكراني لكن هذا التوافق لم يستمر طويلاً نتيجة عدم رغبة اوكرانيا في العمل في روسيا وعلى اثرها قررت الدولتان تقاسم الاسطول بينهما اذ تحصل اوكرانيا على 3\18%من سفن الاسطول اما الباقي فيكون من حصة روسيا و يكون سعر السفن الى روسيا يقدر باسعار منخفضة وتم الاتفاق على الية تواجد الاسطول الروسي في اوكرانيا حيث حددت الفترة الزمنية في عام 1997 ان تدفع روسيا مقابل تواجد اسطولها في الميناء مبلغ 97مليون دولار سنويا كأيجار الميناء 

وعلى اثر تصاعد الخلافات بين روسيا و اوكرانيا اعلن رئيس الاوكراني يوروشينكو في مايو 2008 عن توقيع امر يطالب الحكومة بسن قانون بإلغاء جميع الاتفاقيات الدولية التي تسمح بتواجد اسطول روسيا في اوكرانيا واصدرت وزارة الخارجية الاوكرانيّة بيانا طلبت فيه روسيا الى سحب اسطولها من اوكرانيا وهذا يدل ان هناك ضغوط غربية كانت نتيجتها تغيير موقف اوكرانيا من تواجد الاسطول الروسي في البحر الاسود 

ومع بدا المعارك في اقليم روسيا الجنوبية بين القوات الروسيّة و القوات الجورجية و على اثرها وجهت اوكرانيا انذارا الى قيادة الاسطول الروسي بانها لم تسمح للبحرية الروسيّة التي تشترك في العمليات العسكرية ضد جورجيا بالعودة الى قاعدتها في ميناء فيستا بور وترى اوكرانيا انها لا تريد التورط في النزاع العسكري بين جورجيا و روسيا ومن جهة اخرى وقع الرئيس الاوكراني مرسوم يلزم اسطول البحر الاسود الروسي في ابلغ اوكرانيا عن تحركات قطاعات الاسطول عبر حدود اوكرانيا وعليها الحصول على موافقة اوكرانيا بحالة ارادت تحريك اسطولها 

وقد كان رد روسيا الاتحادية رفضا لهذا المرسوم لكونه يعطي نفوذا اوكرانيا على تحركات الاسطول الروسي حيث اعلن نائب رئيس هيئة االركان الروسيّة الجنرال انتاتولي نوجو فيتسبين ان اسطول البحر الاسود لا يعترف بشرعية اي اوامر سواء تلك التي تصدر من رئيس روسيا وعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه يمكن النظر الى قرار الحكومة الاوكرانيّة بانها محاولة بالرجوع عن الاتفاقيات التي ابرمت مع روسيا من جانب واحد وهذا الامر يعكس مواقف الرئيس الاوكراني بوشينكو في تحقيق مصالح الغرب بأخراج االسطول الروسي من اوكرانيا 

وبعد وصول فيكتور يانو كوفيتش الى السلطة في اوكرانيا تم التوقيع على اتفاق ينص على بقاء الاسطول الروسي 25 عاما مقابل خفض اسعار الغاز الى اوكرانيا و و قع العقد بين الرئيس الروسي ميد فيدف والرئيس الاوكراني يانوكوفيتش في القمة التي عقدت في مدينة اركوف الاوكرانيّة وهذا يدل بقاء الاسطول الروسي حتى عام 2042 حيث تحصل اوكرانيا من امتيازات العقد .

4- التدخل الاوكراني في الحرب الجورجية الروسيّة

 كانت الحرب الروسيّة الجورجية في عام 2008تعد درسا و رسالة قوية من جانب روسيا بشان وضع خط احمر امام انضمام جورجيا و اوكرانيا الى حلف الناتو وهي رسالة قوية ان روسيا لم تقبل ان يضغط عليها احد فقد اعلنت الحرب في  اغسطس 2008 عندما بدات القوات الجورجية الهجوم على اوسيتيا الجنوبية بهدف استعادتها الى جورجيا بعد انفصالها الفعلي منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي 

وكانت كل من اوكرانيا و جورجيا تخلت عن توافقهما مع روسيا و ان هدف كل من اوكرانيا و جورجيا هو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي و الابتعاد عن السياسة الروسيّة 

لقد استفاد بوتين من تعابير الحرب الباردة و مفاهيم تلك الحرب و اطلع على مسار سياسات القوى الكبرى اعلن بوتين الحرب على جورجيا من الصين وذكر ان جورجيا سوف تدفع ثمن الحرب من جهة اخرى اعلن الرئيس الروسي مد فيدف برسالة الى الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو ان اوكرانيا تزود جورجيا بالسلاح وتعد جورجيا احدى اهم الخلافات بين اوكرانيا و روسيا ادت الى توتر العلاقات بين البلدين وقد ثبت صحة دعم اوكرانيا الى جورجيا اثر لجنه تحقيقية روسية اتهمت الجنود و القوميين الاوكرانيين بالمشاركة في الهجوم الجورجي على اوسيتيا الجنوبية في عام 2008 وجاء في اعلان البيان الذي اصدرته اللجنة التحقيقية في اغسطس 2009 ان اعضاء من حركة اونا- اونسو الجمعية القومية الاوكرانيّة –مؤسسة الدفاع عن النفس الاوكرانيّة القومية وعددهم 200 عضو وايضا جنود من القوات وزارة الدفاع الاوكرانيّة شاركوا في الحرب وقدمو الدعم الى الجيش الجورجي اذ تم العثور على صور شخصية و وثائق تعود الى اعضاء الحركة القومية الاوكرانيّة مع وجود نسخ اوامر اصدرتها وزارة الدفاع الاوكرانيّة حول تقديم الدعم ووسائل النقل الى اعضاء الحركة القومية وتجهيز اوكرانية القوات الجورجية وبصواريخ  اس 200 التي اسقطت القاذفة الروسيّة الاستراتيجية فضلاً عن السلاح و المعدات العسكرية و العثور على صواريخ ارض – جو من نوع بوك ام و اوسا – اكا تحمل اختام اوكرانية وتدعي روسيا ان اوكرانيا ساهمت في قتل المدنيين العزل في اوسيتيا الجنوبية ولم تكتفي اوكرانيا بذلك فقد شارك الرئيس الاوكراني يوشينكو في تظاهرات في العاصمة الجورجية تبليسي ضد روسيا و مؤيدة الى الرئيس الجورجي ساكا شفيلي.

  

اثر الازمة الاوكرانيّة الروسيّة على الاوضاع االاقتصادية و السياسية و الامنية في اوكرانيا

1-اثر الازمة على الاقتصاد الاوكراني

. بعد فوز يوشينكو في الانتخابات واندالع الثورة البرتقالية نتيجة فساد رجال العمال و ألمسؤوليين الحكوميين وتحقيق ارباح كبيرة في عمليات فساد من خلال الاقتراض من البنوك الحكومية بالاضافة الى الفساد المرتبط بالغاز الروسي وهيمنت الاغنياء على ثروة البلد و مواردها 

اعلن يوروشينكو الرئيس الاوكراني عن خطة الاصلاح من خلال تحقيق 10 اهداف منها زيادة الرواتب ، محاربة الفساد ، توفير فرص عمل الى 5 ملايين شخص، خفض الضرائب ، مضاعفة الانتاج الزراعي ، تقليص الفجوة بين الاغنياء و الفقراء ، معالجة مشكلة تراجع النمو السكاني وبعد5 سنوات من استلام السلطة لم يستطيع تحقيق تلك الاهداف اذا ارتفع الفقر  وزيادة معدلات البطالة و تراجع فرص العمل و انتشار الفساد و تفاقم عجز الموازنة و ذكر تقرير منظمة الشفافية الدولية حول مؤشرات الفساد لعام 2009 ان اوكرانيا احتلت المرتبة 147 من اصل 180 دولة. 

2-الاثر السياسي في الازمة الاوكرانية

لم تحقق اوكرانيا االستقرار السياسي منذ الاستقلال نتيجة الصراعات الداخلية و التدخلات الخارجيه في الشؤون الداخلية بالاضافه الى ذلك انقسام المجتمع و القوى السياسية بين مؤيد و معارض الى الاطراف الدولية روسيا و الغرب وهذا ما اجج الاحتجاجات في اوكرانيا  من خلال التظاهرات و الاعتصام و استخدام السلطة العنف ضد المتظاهرين وقد رفضته الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي 

شهدت اوكرانيا مظاهرات في عام2014 ضد سياسة حكومة يانكو فيتش و قتل اكثر من 112 من المتظاهرين وطالب المتظاهرين من الحكومة باجراء اصلاحات وقد وافقت الحكومة على اجراء اصلاحات

 تصعيد الازمة السياسية في اوكرانيا 2014 هذا الانقسام هدد وحدة الدولة بعد تزايد حدة الخلافات في الجزاء الشرقية من اوكرانيا و مطالب الاقاليم بالانفصال حيث شهدت تلك المناطق حرب مع الانفصاليين في حوض دونباس لوغانسل و دونيتسك  والحكومة الاوكرانيّة في كيف مما سبب في خرق اتفاق وقف الحرب اي اتفاقية مينسك هذه الحرب قتل فيها 10الف ضحية و عشرات الالف من الجرحى و التي اندلعت في مارس اذار 2014 فقد تمكن الانفصاليون في تحقيق النصر والمطالبة في الاستقلال عن اوكرانيا او اقامة نظام فيدرالي يتمتع بصلاحيات

 من جانب اخر اعلنت روسيا عن ضم شبه جزيرة القرم و التي تم قطعها من روسيا والحاقها الى اوكرانيا في عام 1954 في قرار من قبل الرئيس السوفياتي خروتشوف وهو من اصل اوكراني .

 تعد اوكرانيا واحدة من الدول التي استمر بها الصراع بعد الحرب الباردة و التنافس بين روسيا و الغرب على اوكرانيا وعلى الرغم من تطور الازمة و المفاوضات على ضم اوكرانيا الى حزب الناتو و الاتحاد الاوروبي لم يكبب لها النجاح 

 وقد كتب وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كسنجر مقالا صحفيا قال انه ينبغي على الرئيس بوتين ادراك انه بغض النظر عن شكاواه باتباعه سياسات الاملاءات سيعلن عن نشوء حرب باردة جديدة وقد رد على هذا المقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري يسكوف  ما كان الشرق و الغرب يدخلان حرب باردة جديدة انه لا يعتقد الحرب الباردة قد بدات كما يرقب في الاعتقاد بانه لم تبدا لذا دعونا نتامل في هذا 

في ظل تصاعد الانتهاكات لوقف اطلاق النار فقد ادان مجلس الامن الدولي تلك الانتهاكات المتكررة من جانب الانفصاليين و القوات الاوكرانيّة وهو اول قرار صدر من مجلس الامن الدولي  واعرب عن بالغ قلقه من تفاقم الوضع السياسي والامني الاوكراني. ودعم مجلس الامن الدولي بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الامن و التعاون في اوروبا و حث الاطراف المعنية بالازمة على التعاون مع الخبراء من اجل اتمام مهامهم و المحافظة على سالمتهم .

3-اثر الازمة على الوضع الامني الاوكراني

ان العامل الاوكراني يمثل النقطة الضعف للحزام الروسي الغربي ولذلك كانت خطورة تدمير الاستقلالية الجيبوليتيكية تبدو محتملة فان حقيقة و جود اوكرانيا مستقلة تعد على المستوى الجيو سياسي اعلان حرب على روسيا وهذه النقطة ليس من صنع أوكرانيا نفسها بقدر ماهي من صنع حلف الناتو . والمشكلة الاوكرانيّة هي الأكثر اهمية عند روسيا وتظهر المسالة الاوكرانيّة من ناحية سيادتها تمثل بالنسبة للسياسة الروسيّ

الخاتمة

 إن أحداث الازمة الروسيّة كانت نتيجة صراع بين طرفين دوليين يمثل روسيا الاتحادية التي ترى ان اوكرانيا بمثابة دولة تابعه بحكم القانون و الجوار الجغرافي و الروابط الثقافية و الاجتماعية و وجود الاقلية الروسيّة التي لا يمكن الى روسيا التخلي عنها فضلا عن العلاقات الاقتصادية التي تربط الدولتين من جهة اخرى فان الإتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة يسعيان الى تقليص النفوذ الروسي و محاصرت روسيا الاتحادية في حدودها الدولية ومنع اي تاثير لروسيا في اوكرانيا. والمالحظة ان القوى السياسية منقسمة الى طرفين  موالي الى روسيا و طرف اخر الى الغرب و لم يستطيع اي طرف انقاذ اوكرانيا من الازمة رغم حدوث الثورة البرتقالية واندالع الاحتجاجات الشعبية هذه الازمة اثرت على الاقتصاد الاوكراني بشكل كبير و انتشر الفساد و تراجع النمو الاقتصادي و اغراق اوكرانيا في الديون مما ارهق كاهل الدولة و عدم استطاعتها سداد الفوائد المستحقة على ديونها وهذا من انعكس على زيادة حدة التعقيد في ايجاد حلول للازمة التي اصبحت ازمة متنوعة لاتختص جانب معين منها السياسية و الاقتصادية و الامنية و الاجتماعية . لذلك فان الأمل  تنعقد على الرئيس زيلنسكي الذي انتخب في عام 2019 في ايجاد الحلول للازمة حيث يتم التحكم بها من خلال التوازن في العلاقات بين اوكرانيا و روسيا و الاتحاد الاوروبي بهذه الحالة تكون اوكرانيا نقطة تحول التي تربط اوروبا و روسيا .


 نستطيع ان نستنتج ما ياتي 

1- ان الازمة اثبتت ان روسيا لايمكنها التخلي عن اوكرانيا لااهميتها الجيو سياسية ووجود حوالي ثلث السكان من اصول روسية في اوكرانيا

 2- سببت الازمة بخسائر الى اوكرانيا منها اقليم شبه جزيرة القرم و التي ضم الى روسيا و انفصال جزء من الاقاليم من شرق اوكرانيا والتي توجد فيها الكثير من الصناعة الاوكرانيّة والتي اثرت على الاقتصاد الاوكراني

3 - اثرت الازمة على الاقتصاد الاوكراني من خلال تراجع الانتاج و تدمير المصانع و زيادة االنفاق العام بسبب الحرب

 4- ضرورة اجراء حوار بين روسيا و اوكرانيا و التفاهم حول القضايا المشتركة بين الدولتين و حفض الامن و السلام من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين روسيا و اوكرانيا .







المصدر:مجلة الارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الإجتماعية العدد( 35 )الاصدار 1 -01 - 2019( بحوث القانون)

ويكبيديا




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-