مجازر ومذابح الاحتلال الفرنسي ضد الشعب الجزائري
1- مجازر 8 مايو 1945م
تُعرف هذه القضية في الجزائر باسم "مجازر 8 ماي 45". ففي هذا اليوم خرج الآلاف في ولايات (سطيف والمسيلة وقالمة وخراطة وسوق أهراس)، ابتهاجاً بنهاية الحرب العالمية الثانية، آمِلين أن تفي فرنسا بالوعد الذي قطعته لهم وهو الاستجابة لمطلب الاستقلال بشرط أن يشارك الجزائريون مع الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية.
تحمس الجزائريون لما وعدت به قوات الاحتلال الفرنسي وكان الجنود الجزائريون في الصفوف الأولى في الحرب، بل كانوا بمثابة الدروع البشرية للجنود الفرنسيين.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية خرج الشعب الجزائري في مظاهرات سلمية للتعبير عن فرحه، لكن قوبلت هذه المظاهرات بالعنف الشديد من قبل الاحتلال الفرنسي الذي قتل أكثر من 45 ألف ضحية، حسب تقديرات جزائرية بالرغم من أن أعداد القتلى قد تصل لضعف هذا العدد، والسبب هو أن السلطات الفرنسية كانت ترفض كتابة سبب الوفاة في شهادات وفاة ضحايا هذه المجازر.
2- مذبحة نهر السين
هي مذبحة وقعت ضد الجزائريين في فرنسا في 17 أكتوبر 1961م، حيث إن حاكم الشرطة "موريس پاپون" كان قد أصدر أوامره بمنع خروج الجزائريين في تظاهرات داخل باريس.
وفي 17 أكتوبر 1961م نظم جزائريون من جبهة التحرير الوطني مظاهرة سلمية بلغ عدد المشاركين فيها 30 ألف شخص للتنديد بقرار "پاپون"، فما كان من "پاپون" إلا أنه أصدر أوامره للضباط الفرنسيين بالتصدي للمتظاهرين الجزائريين مما أدى إلى وفاة أكثر من 400 شخص نتيجة للضرب المُبرح، وغرق 400 شخص بإلقائهم في نهر السين، وجرح ما لا يقل عن 2500، وفقدان أكثر من 1000 شخص، هذا بالإضافة إلى آلاف المعتقلين الجزائريين
.
3- جماجم رجال المقاومة الجزائرية
تُعتبر قضية جماجم المقاومين الجزائريين من الشواهد الحيّة على الجرائم التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة استعمارها للجزائر.
قامت فرنسا بإنشاء ما يُسمى بـ"متحف الإنسان" في العاصمة باريس عام 1937م، والذي يُعد وصمة عار في تاريخ الإنسانية حيث يحتفظ المتحف بآلاف الجماجم البشرية التي تصل إلى نحو 18 ألف جُمجمة.
وحسب الوثائق الجزائرية فإن عدد جماجم المقاومين الذين بحوزة فرنسا قد يصلوا إلى أكثر من 600 جمجمة من بينهم جماجم لـ 37 قائداً شعبياً حيث تم قتل كل هؤلاء على يد قوات الاحتلال الفرنسي في الجزائر وقامت قوات الاحتلال الفرنسي بقطع رؤوسهم ليرهبوا بها المدنيين، وإرسال هذه الجماجم إلى فرنسا كغنائم عسكرية، ولتكون دليلاً على انتصار القوات الفرنسية.
ظهرت قضية جماجم قادة المقاومة الجزائرية سنة 2011م، وكان المؤرخ وعالم الأنثروبولوجيا الجزائري (علي فريد بلقاضي) هو أول من فجَّر قضية الجماجم عندما اكتشفها صدفة في رحلة بحث علمية في أرشيف المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس.
أثار تفجير قضية الجماجم جدلاً كبيراً بين الجزائر وفرنسا، وطالبت الجزائر السلطات الفرنسية بإعادة الجماجم، وبالفعل تمكنت الجزائر من استرداد 24 جمجمة، وذلك في أوائل يوليو 2020م.
ويرى مؤرخون أن تسليم فرنسا "جماجم الشهداء" للجزائر قد يكون مجرد ذر للرماد، وتعمية عن الملفات الأخرى المسكوت عنها مثل ملفات الجرائم ضد الإنسانية، وملفات التجارب النووية...
بعد هذا العرض اليسير للجرائم التي قامت بها فرنسا في حق الشعب الجزائري لا يجب أن تنطلي علينا طنطنة السلطات الفرنسية عن الحريات وحقوق الإنسان، ولا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها... الخ، لأنه عندما تتحدث العاهرة عن الشرف فما عليك إلا أن تبتسم فأنت في حضرة أوكار الدعارة الفكرية ومواخير البغاء السياسي