المعركة الفاصلة بين محمد بن القاسم وملك السند داهر

 فى المعركة الفاصلة بين محمد بن القاسم وملك السند داهر كان أحد قادة المسلمين وهو (الشجاع الحبشي) قد أقسم أن لا يذوق الطعام إلا إذا هجم على فيل داهر، وكان قائد الفيلة، وهو فيل ضخم أبيض اللون، فربط الحبشي عيني فرسه حتى لا يهيج عن الفيلة وهجم على الفيل الأبيض وجرحه ، فهاج وتأثرت بذلك بقية الفيلة وأخذت تصيح وتمیل شمالا ويمينا وأحدثت خللا في توازن الجيش، ولكن داهر استطاع أن يرمي الحبشي بسهم قاتل فوقع شهيدا رحمه الله تعالى. 


و هكذا قام هذا الفدائي المسلم بعمل يقربه من الله تعالى وأقدم على عمل يرجو فيه الشهادة والإثخان في العدو ونصر المسلمين فتحقق له ما أراد .


وهذا من النماذج الكثيرة التي لا تتوفر لدى غير المسلمين إلا بنسبة قليلة ويدافع من تعويض مادي كبير أو منصب رفيع يرجو فيه صاحبه أن يحظى بالنجاة ليتمتع بذلك العوض، وهذا الرجاء يضعف من مقدرة الفدائي وإقدامه كثيرا لأن الهم

الكبير الذي يستولي عليه هو أن يدافع عن نفسه حتى يظفر بالحياة التي علق عليها الأمال السعيدة ، بينما يتدفع المسلم بكل طاقته في الهجوم لعله يظفر بالشهادة ليحظى بالحياة السعيدة في الآخرة، حيث يعلق عليها كل آمالة السعيدة ، و فرق كبير بين من يقاتل ليقتل وبين من يقاتل ليبقى على قيد الحياة .


وهكذا كانت جيوش المسلمين في ذلك العصر الذهبي إلى جانب كونها تضم القادة الأكفاء الذين يقدرون الكفاءات ويستشيرون أهل الرأي ويعيشون قضيتهم بكل أحاسيسهم فإنها كانت تضم الجنود المخلصين الذين جعلوا قضيتهم الكبرى هي نصر الإسلام والمسلمين وإغاظة الأعداء ودحر الجبابرة والظالمين .






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-