معركة بانى بت
معركة نشبت بالقرب من بانى بت، إحدى المدن الهندية، بين ظهير الدين محمد بابر مؤسس الدولة المغولية التيمورية، والسلطان إبراهيم اللودى حاكم دلهى.
وقد بدأت وقائع هذه المعركة باستنجاد حاكم لاهور ضد ابن عمه إبراهيم اللودى فانتهز هذه الفرصة، خاصة أنه أحد أحفاد تيمورلنك وأن للهند أهمية، وأن الدولة التيمورية تسعى إلى توطيد أركانها وتوسيع رقعتها - فسار إلى الهند باثنى عشر ألف مقاتل فقط، لكنهم كانوا مزودين بالمدافع الحديثة التى لم يعرفها حاكم دلهى الذى اعتمد على كثرة الجنود؛ إذ كانوا مائة ألف من الفرسان مزودين بالفيلة.
والتقى الجيشان فى بانى بت فى (رجب 932هـ = أبريل 1526م)، ولم تنفع الكثرة أمام تنظيم بابر ومدافعه، لاسيما أن إبراهيم اللودى كان رجلاً متكاسلاً مترددًا، غير مَعْنِىٍّ بتنظيم جيشه، فدارت الدائرة عليه، وقُتِل هو وآلاف من جيشه، وفر الباقون، ودخل بابر دلهى ظافرًا؛ حيث نودى به ملكًا على الهند يوم الجمعة (رجب 932هـ = أبريل 1526م).
ومما يذكر أن حاكم لاهور الذى استدعاه مستنجدًا به خانه، ولم يكن بابر رجلاً عسكريًّا فحسب، وإنما كان نابغة فى مختلف العلوم؛ فقد كان حنفيًّا مجتهدًا، وألفَّ فى علم العَروض، وفى الفقه، واخترع خطٍّا سُمِّى باسمه وكتب به مصحفًا وأهداه إلى مكة، كما كان أديبًا شاعرًا مجيدًا يقرض الشعر باللغتين التركية والفارسية، وكتب مذاكراته بنفسه، وقد طبعت فى قازان سنة (1875م)، وترجمت إلى الفارسية ومنها إلى اللغات الأوربية، لكنها لم تترجم إلى العربية.