ماهو مشروع اتحاد دول أوراسيا؟

مشروع اتحاد دول أوراسيا

تعود فكرة بدء مشروع اتحاد دول أوراسيا إلى العام 1994 يوم أعلن الرئيس الكازاخی نور سلطان نزارباییف قيامه وفق مبادئ أربعة هي :

1- المنفعة الاقتصادية المشتركة .

2- التكامل متعدد الجوانب .

3- توحيد المنظمات السابقة لإقامة الاتحاد الأوراسي .

4- توحيد البلدان تبعاً لجهوزية كل بلد .

منذ ذلك الوقت ، بانت فكرة الاتحاد الأوراسي تنمو في المجتمع الروسي ومجتمعات آسيا الوسطى ، اتخذ المشروع الأوراسي زخماً جديدا مع وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئاسة عام 2000 ، إذ قال عنه : " إن الطاقة التي تحملها الأفكـار الأوراسية تكتسب أهمية فائقة اليوم حين نبني علاقات متساوية حقا بين بلدان مجموعة صداقة الدول المستقلة ، إنه المستقبل الذي يولد اليوم " وعليه ، فإن استراتيجية الرئيس بوتين تقوم على الاستفادة من علاقات روسيا الاتحادية مع الدول الأخرى على قاعدة تبادل المصالح دون أن تترتب على روسيا الاتحادية أي مسؤوليات تجاه الدول الأخرى وكرر الرئيس فلاديمير بوتين مرارا ، أنه لن يكون لأي اتحاد أوراسي وضعية الاتحاد السوفياتي بالمعنى الاستتباعي ، بل المساواة بين الدول ، والسيادة لكل دولة إنه مشروع للتكامل الجديد والتطوير علاقات روسيا الاتحادية مع إيران وتركية خاصة وأن مصالح مشتركة تجمع بين هذه الدول ومشروع الاتحاد الأوراسي ليس غريباً عن إيران وتركيا وسائر دول آسيا الوسطى ، فهي على علم به وتدور حوله نقاشات ودراسات كثيرة ، ولا شك أن حصول الاتحاد بين دول مختلفة الثقافة واللغة والحضارة في أوروبا ، شكل حـافراً لروسيا الاتحادية وغيرها من دعاة الاتحاد الأوراسي إلى تحقيق هذا المشروع في البداية .

بادرت روسيا الاتحادية في 11 من نوفمبر 2011 بإنشـاء الاتحـاد الجمركي مع روسيا البيضاء وكاراخستان ، وأعيد شرح الاتحاد الجمركي والتأكيد عليه في الثاني من كانون الثاني 2012 : " إلى الفضاء الأوراسي المشترك بين روسيا البيضاء وكازاخستان وروسيا الاتحادية سيبدأ فعلياً ، وستلغى التأشيرات بين هـده البلدان بعد أن ألغيت الإجراءات الجمركية ، وسيتم لاحقاً اعتماد عملـة موحـدة على طريقة الاتحاد الأوروبي " .

في 29 أيار 2014 وقعت روسيا الاتحادية مع روسيا البيضـاء وكازاخـــــســان اتفاقا لإنشاء الاتحاد الأوراسي في العاصمة الكاراحية أستانة ، ومن شأن هذا الاتحاد أن يساعد على تعزيز الدماج هذه الدول التي تجمع بينها منذ 6 تموز 2010 اتحـاد جمركي ، وتلتزم الدول الثلاث عمال حرية تنقل المنتجات والخدمات ورؤوس الأموال والعمال ، ووضع سياسة مشتركة في القطاعات الاقتصادية الأساسية الطاقة والصناعة والزراعة والمواصلات .

الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

وكما كان مخططا ، باشر الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في اليـوم الأول مـن كانون الثاني 2015 أعماله ، وعلى عكس الاتحاد الجمركي ، الذي انشق الاتحاد عنه سيتم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي خمس دول بدلا من ثلاث . فإلى جانب روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وكازاخستان ، انضمت إليه لاحقاً كـل مـن أرمينيـا وفر غيرستان . وبأني قيام هذا الاتحاد خطوة جديدة في إعادة تشكيل الحريطـة الاقتصــادية العالمية ورد فعل قوياً نحاء محاولات العرب لعزل روسيا الاتحادية وتقليص الـدور العالمي الذي تطمح إليه ، ويندرج قيام هذا الاتحاد في إطار كثير من الاتفاقات المتعددة الجوانب ، كانت روسيا الاتحادية العراب الحقيقي لهـا حـلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة في سعيها إلى إحياء الدور الـذي كـان ينفلـده الاتحـاد السوفياني سابقاً كفوة عالمية مؤثرة ، وطموحها في أن تكون قطباً قوياً يستحكم في مسارات السياسة الدولية تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يعتبر سابقه تاريخيـة بعـد الحرب الباردة كونه المنظومة الاقتصادية الأولى التي تجمع بين دول الاتحـاد السوفياتي المفكك في إطار أوسع من صداقة الدول المستقلة القائمة حاليـا يجمع أكثر من خمس دول ضمن مجموعة من القواعد الملزمة ويشكل نواة التنظيم دولي ، على غرار الاتحاد الأوروبي ، له قوانين خاصة تتعلق بتقليص الضرائب وعقد مشاريع اقتصادية بين روسيا البيضاء وروسيا الاتحادية وكار اخستان وسيساهم في إيجاد فرص عمل لكثير من الأشخاص في كل من هذه الدول ، وشكل الالتزام والتوافق السياسي بين قادة الدول الثلاث البارزة في هذا المشروع بــادرة لتوسيع بنود هذه الاتفاقية لتشمل أمورا متعلقة بالزراعة والتجارة والاتصالات .

و يقدم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي عدداً كبيراً من الإمكانات للتميـة والتعاون الاقتصادي في إدارة احتياطات الطاقة واستثمارها وإقامة البنية التحتيـة الضرورية لنقل الطاقة . هذا الأمر سيكون له أبلغ الأثر علـى صـادرات الطاقة واستهلاكها في أوروبا وآسيا ، كما سيؤثر على المسارات الأساسية للتجارة وبدائل النقل التجاري ، إضافة إلى ما سيفضي إليه هذا الاتحاد من تعاون عسکری و سیاسی وأمني بين الدول الأعضاء ، ما يشكل تهديداً مغلقاً للهيمنة الأميركية في آسيا ومحيط الاتحاد السوفياتي السابق أي ما يسمى " الخارج القريب " .

إن حملة البنود التي تتضمنها اتفاقية الاتحاد ستودي إلى تحويل كل من روسيا الاتحادية وكار اخستان إلى أكبر مزود بالطاقة في ظل السعي الروسي الحثيث إلى تطوير علاقة عضوية تعايشية بينها وبين الصين من خلال تعزيز تبادل الطاقة والتعاون في المجالات كافة ، خصوصاً بعدما أبرم البلدان اتفاقاً على تحييد الـدولار كعملة في التعاملات المالية وديون المدفوعات بين البلدين .

أما كازاخستان فتلعب الدور الأهم في هذا السيناريو كونها تتموضع علـى الحدود ما بين روسيا الاتحادية والصين ، كما أنها تقع على طريق الحرير الحديد الذي تسعى الصين إلى إنشائه لنقل الطاقة من السوق الصينية وإليها ، وتسعى روسيا الاتحادية إلى إعادتها في شكل كامل إلى الحصن الروسي بعدما عملت أميركا علـى احتوائها.

نور سلطان صاحب فكرة الاتحاد الاوراسيا
المصدر:روسيا الاوراسية زمن الرئيس بوتين تاليف:وسيم خليل قلعجية

ويكبيديا




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-