قصة لاأحْمدُ إلاالله

 أتى الحجاج يقوم ممن خرجوا عليه ، فأمر بهم فضربت أعناقهم ، وأقيمت صلاة المغرب وقد بقى من القوم واحد ، فقال لقتيبة بن مسلم  انصرف به معك حتى تغدو به على . 


 قال قتيبة : فخرجت والرجل معى ، فلما كنا ببعض الطريق قال لي : هل لك في خير ؟ قلت : وما ذاك ؟ قال : إني والله ماخرجت على المسلمين ، ولا استحللت قتالهم ؛ ولكن ابتليت بما ترى ، وعندى ودائع وأموال ، فهل لك أن تخلى سبيلى ، وتأذن لي حتى أتى أهلى ، وأرد على كل ذي حق حقه ، وأوصى ؛ ولك على أن أرجع حتى أضع يدى في يدك ؟ فعجبت له ، وتضاحكت لقوله ،  ثم أعاد على القول ، وقال : إنى أعاهدك الله ، لك على أن أعود إليك . فما ملكت نفسى حتى قلت له : اذهب ! ، فلما توارى شخصه أسقط في يدى ، فقلت : ماذا صنعت بنفسي ؟ وأتيت أهلى مهموماً مغموماً ؛ فسألوني عن شأنى فأخبرتهم ، فقالوا : لقد اجتزأت على الحجاج . ا فبتنا بأطول ليلة ، فلما كان عنـد أذان الفجر إذا الباب يطرق ، فخرجت فإذا أنا بالرجل ، فقلت : أرجعت ؟ قال : سبحان الله ! جعلت لك عهد الله على ،  أفأخونك ولا أرجع ! فقلت : أما والله إن استطعت لأنفعتك . وانطلقت به حتى أجلسته على باب الحجاج ،  فلما رآني قال : ياقتيبة ؛ أين أسيرك ؟ قلت : أصلح الله الأمير  بالباب. 


وقد حصل لي معه قصة عجيبة ، قال : ماهي ؟ فحدثته الحديث ، فأذن له فدخل ، ثم قال : ياقتيبة ، أتحب أن أهبه لك ؟ قلت : نعم ! قال : هو لك ! فانصرف به  فلما خرجت به قلت له : خذ أي طريق شئت ، فرفع طرفه إلى السماء وقال : لك الحمد يارب ، وما كلمنى بكلمة ، ولا قال لى أحسنت ولا أسأت ! 



فقلت في نفسی : مجنون والله ! فلما كان بعد ثلاثة أيام جاءنى ، وقال لي : جزاك الله خيراً ، أما والله ماذهب عنى ماضنعت ، ولكن كرهت أن أشرك مع حمد الله حمد أحدا.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-