المسجد الأقصى أربعون معلومة نجهلها

 1-المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد ، وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة ، و المصلى الجامع ، وقبة صخرة والمصلى المرواني ، والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم ، وعلى أسواره المآذن ، والمسجد كله غير مسقوف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع الذي يعرف عند العامة بالمسجد الأقصى ، وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد ، وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون ، وعليه تكون مضاعفة  ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور.



2-المسجد الأقصى 
وقد جمـع للمسجـد الأقصى وبيت المقدس أسمـاء تقرب من العشرين ، أشهرها – كما جاء في الكتـاب والسنـة - المسجد الأقصى ، وبيت المقدس وإيليـاء . وقيل في تسميتــــه الأقصى ؛ لأنه أبعـد المساجد التي تزار ويبتغى بهـا الأجر من المسجد الحرام ، وقيل : لأنه ليس وراءه موضـع عبادة ، وقيل : لبعـده عن الأقذار والخبائث . 

3-المسجد الأقصى يقع على تلة من تلال بيت المقدس الأربع الواقعة المسجد عليها المدينة المسورة ، والمسجد الأقصى المبارك هو الوحيد في العالم قاطبة الذي يضم تفاصيل عديدة ومتنوعة من مبان وقباب وأسبلة مياه ومصاطب وأروقة ومدارس وبرك مياه وأشجار ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار ومكتبات وغرف الأئمة وحراس المسجد الأقصى ، وتبلغ مساحة المسجد نحو مئة وأربع وأربعين ألف متر مربع .


4-المسجد الأقصى هو ثاني المساجد وضعاً في الأرض بعد المسجد الحرام ، فعن أبي ذر ه : قلتُ : يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : « المسجد الحرام » قال : قلتُ : ثم أتي ؟ قال : « المسجد الأقصى » قلت : كم كان بينهما ؟ قال : « أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله ، فإن الفضل فيه » ( رواه البخاري)

5-المسجد الأقصى مبارك فيه وفيما حوله ، فهو مسجد في أرض باركها الله تعالى ، قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي بركنا حوله ليريه ، من ايتنا إنه هو السميع البصير ) ( الإسراء - ١ ) . وقيل فيه : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة ، ومن بركته أن فضل على غيره من سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول ﷺ . 

6-المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين ، أخرج البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب سه قال : صليت مع رسول اللہ ﷺ نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ، ثم صرفنا إلى القبلة . وتحويل القبلة لم يلغ مكانته ، بل بقيت مكانته عظيمة في قلوب المسلمين وفي الشرع الإسلامي . 

7-المسجد الأقصى أثنى النبي ﷺ على فضله وعظيم شأنه وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة أنه يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه ، ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها . فعن أبي ذر ه قال : « تذاكرنا ونحن عند رسول اللہ ﷺ أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول اللہ ﷺ : « صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن   الأرض حيث يرى منه بيت فرسه من المقدس ، خير له من الدنيا جميعا . قال : أو قال : خير من الدنيا وما فيها » ( أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني ) . 


8-المسجد الأقصى
بشرصلى الله عليه وسلم بفتحه قبل أن يفتح وتلك البشرى من أعلام النبوة ، عن عوف بن مالك قال : « أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم ، فقال : أعدد ستا بين يدي الساعة : - ذكر منها- ثم فتح بیت المقدس » ( رواه البخاري ) . 

9-المسجد الأقصى عقر دار المؤمنين ، قال ﷺ : « لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال » . « اخرجه أحمد ، وأبوداود ، والحاكم ، والطبراني ، وصححه الألباني ) . ومن المعلوم أن عيسى بن مريم عليه السلام يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله . 

10- المسجد الأقصى وبيت المقد س وبلاد الشامالارض التي  يحشــــر إليـها العبـاد ، ومنها يكون المنشر ، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي ﷺ قالت : يا نبي الله أفتنا في بي المقـدس ، فقال : « أرض المحشر والمنشر) ( أخرجه ابن ماجه ، وصححه الألباني ) . 

11- المسجد الأقصى فيه يتحصن المؤمنون من الدجال ولا يدخله قال رسول اللہ ﷺ عن الدجال : « علامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً ، يبلغ سُلطانة كل منهل لا يأتي أربعة مساجد : الكعبة ، ومسجد الرسول ، والمسجد الأقصى ، والطور » ( أخرجه أحمد في المسند ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 343 رجاله رجال الصحيح ) . 

 

12-المسجد الأقصى كان مسرى النبي محمد ﷺ من أول مسجد وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها ، فجمع له فضل البيتين وشرفهما ورؤية القبلتين وفضلهما قال رسول الله ﷺ : « أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه » قال : « فركبت حتى أتيت بيت المقدس » قال : « فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء » قال : « ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فجاءني جبريل علي السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء ... » ( رواه مسلم ) . 



 13-المسجد الأقصى المكان الوحيد في الأرض الذي اجتمع فيه كل أنبياء الله من ولدن آدم علية السلام ، حتى نبينا محمد ﷺ في أعظم اجتماع في التاريخ ، وصلى النبي ﷺ فيه بالأنبياء إماماً في ليلة الإسراء إقراراً لصبغته الإسلامية ولإمامة أمة محمد على المسجد الأقصى ، وإعلان وراثة الرسول ﷺ - خاتم الأنبياء - لمقدسات الرسل قبله واشتمال رسالته على هذه المقدسات وارتباط رسالته بها جميعاً ، ووراثة الدين الإسلامي ما سبقه من الأديان . 

 14-المسجد الأقصى  إليه تشد الرحال ، وأجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، وأنّ الرّحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى ، وتلك المساجد الثلاثة لها الفضل على غيرها من المساجد ، فقد ثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة منه أن رسول اللہ ﷺ قال : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا » . ولهذا شدّ الكثير من الصحابة الرحال للصلاة في المسجد الأقصى ، وجاء من بعدهم سلفنا الصالح الذين أحيوا المسجد الأقصى بحلقات العلم وطلابه . 

15- المسجد الأقصى  يضاعف فيه أجــر الصلاة عن أبي ذر قال : تذاكرنا ونحن عند رسول اللہ ﷺ - أيهما افضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول اللہ ﷺ : « صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس ، خير له من الدنيا جميعا قـال : أو قال خير له من الدنيا وما فيها » .  أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني ) . والحـديـث يـدل على أن الصلاة في المسجد الأقصى كمئتين وخمسين صلاة في غير الثواب فيما سواه من المسجد الحرام ، ومسجد رسول الله ﷺ ۔ 

16- المسجد الأقصى للصلاة فيه فضل كبير ، فعن عبدالله بن عمرو ابن العاص کہ عن النبي ﷺ قال : « لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقـدس سأل الله ثلاثاً : حكماً يصادف حكمه و ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه » فقال النبي ﷺ « أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجو أن يكون أعطي الثالثة » . ( رواه النسائي وابن ماجه ) . 

17-المسجد الأقصى   والقدس وفلسطين مقدسة منذ القدم ، قال تعالى : ( يقوم أدخلوا الأرض المقدسة ) ( المائد ٢١٦ ) . وهو خطاب موسى عليه السلام ، لقومه ، قبل حلول بني إسرائيل في فلسطين ، وقبل أنبياء بني إسرائيل الذين يزعم اليهود وراثتهم ، وقال تعالى عن إبراهيم ولوط :( ونجينه ولوطا إلى الأرض التي بشركنا فيها للعالمين ) وتلك البركة كانت فيها قبل إبراهيم علي السلام ، ولذلك سكن اليبوسيون بجوارها ، ولم يسكنوا فيها ، لأنها محل للعبادة . الأنبياء ) 

 

18-المسجد الأقصى ملكاً للمسلمين ، ومن قبل أن يوجد اليهود ، ومن بعد ما وجدوا وفلسطين أرض الأنبياء ، ومنهم إبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى وزكريا ويحيى وغيرهم - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - وكلهم مسلمون لا نفرق بين أحد قال تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد أصطفينه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين* إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبني إنّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم منهم مسلمون )( البقرة ) . 

 

 19-المسجد الأقصى  دخله من الصحابة م جمع كثير ، شـدوا الرحال إليه وقصدوه بالسكن والعبادة والوعظ والإرشاد ، منهـم : أبو عبيدة بن الجراح ، وكان القائد العام لجيوش الفتح في الشام ، وبلال بن رباح ، شهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب وأذن في المسجد الأقصى ، ومعاذ بن جبل استخلفه أبوعبيدة على الناس بعد موته ، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول شهد فتح بيت المقدس ، وعبادة بن الصامت سكن بيت المقدس ، وهو أول من ولي قضاء فلسطين ، ودفن فيها وتميم بن أوس الداري وعبدالله بن سلام قدم بيت المقدس ، وشهد فتحها ، وهو من المشهود لهم بالجنة ، 

20-المسجد الأقصى  وبيت المقدس هي البلدة الوحيدة التي خرج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب  من المدينة لاستلام مفاتيحها ، وبنى المصلى في ساحة المسجد الأقصى - سنة ١٥ هـ - بعد أن يسر الله للمسلمين فتح بيت المقدس وقد اتفق جمهور المؤرخين على أن عمر بن الخطاب ﷺ قد أقام مسجداً محاذيا لسور المسجد الأقصى من جهة القبلة ووصف بأنه مبنى متواضع أنشأوه من عروق خشبية ضخمة ، مربع الشكل يتسع لثلاثة آلاف من المصلين في وقت واحد ، وحدد عمر  بنفسه مكان المصلى ليكون في صدر المسجد الأقصى 

21-المسجد الأقصى  أشتهر بحلقات العلم ، ولكثرة المدرسين وطلبة العلم اتخذ المدرسون المصاطب التي هيئت ليجلس عليها الطلاب للاستماع إلى الدروس ، خاصة في فصل الصيف لاعتدال الجو هناك ويقدر عدد المصاطب في ساحات المسجد الأقصى بقرابة الثلاثين مصطبة ، والتي لها محاريب من بناء حجري مستطيل الشكل لجلوس الشيخ أمام طلبته وتلاميذه ، ومن أشهرها مصطبة البصيري شرقي باب الناظر ، وكانت تستعمل للتدريس ، ولإضفاء طابع جمالي على ساحات المسجد الأقصى ، أنشئ بعضها في العصر المملوكي وغالبها في العصر العثماني . 

22-المسجد الأقصى  من الخطأ تسميته حرم ، لأن الحرم هو : ما يحرم صيده وشجره ، وله أحكام تخصه عن غيره ، أما بيت المقدس فإنه لا يحرم صيده ولا شجره ، كما هو الحال في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة وذلك باتفاق العلماء ، ومن أسمائه الثابتة في الكتاب والسنة « المسجد الأقصى » « بيت المقدس » « مسجد إيلياء » والمسجد الأقصى فيه من الفضل ما فيه ، ولا نضيف في مسمياته ما لم يشرعه الله تعالى .

23-المسجد الأقصى   من الأخطاء الشائعة حوله أن للصخرة – المبني عليها القبة الذهبية والتي تسمى « مسجد قبة الصخرة » – قداسة خاصة ، وقد أنكر علماء المسلمين هذا التعلق بالصخرة ، وبينوا أنها صخرة من صخور المسجد الأقصى ، وجزء منه ، وليس لها أية ميزة خاصة ، وما ذكر فيها لا قيمة له إطلاقاً من الناحية الشرعية ، ولا ينبغي تقديس ما لم يقدمه الشرع ، ولا تعظيم ما لم يعظمه الشرع ، ولم يثبت حديث صحيح في فضل الصخرة ، وكل ما قيل فيها لا يصح سنده إلى رسول اللہ ﷺ 

24-المسجد الأقصى  جزء لا يتجزأ منه حائط البراق ، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد الأقصى ، ويعد من الأملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن « حائط المبكى » حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم ، ولم يدع اليهود يوماً من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس ، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي ، ثم تحولوا إلى السور الغربي !! وعندما حدث خلاف على ملكيته بين المسلمين واليهود أقرت عصبة الأمم المتحدة في عام 1930 م « على أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ، وهو جزء لا يتجزأ من ساحة المسجد الأقصى المبارك التي هي أملاك الوقف الإسلامي » . 

25-المسجد الأقصى   الحكم الإسلامي له كان أكثر الفترات التاريخية استقراراً وعدالة ، وهذا بشهادة علماء التاريخ قاطبة ، ومما يؤكد ذلك أن كنائس القدس وحريات أهل الذمة الدينية كانت مصونة في ظل الحكم الإسلامي ، ولاتزال شاهدة حتى يومنا هذا ، ولم تشهد أرض بيت المقدس زمناً عاش فيه الجميع في تسامح وعدالة مثل العهد الإسلامي الذي حكموا فيه بيت المقدس . 

 26-المسجد الأقصى  احتله الصليبيون في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان ٤٩٢ هـ ، فقتلوا نحو سبعين ألفاً من المسلمين ، وكثير من القتلى كانوا أئمة وعلماء وعباداً ممن فارق الأوطان وجاوروا المسجد الأقصى ، وظل الصليبيون محتلين بيت المقدس واحداً وتسعين عاماً ، هتكوا خلالها الحرمات وغيروا معالم الأقصى ، فاتخذوا جانباً منه كنيسة وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم ومستودعاً لذخائرهم ، وجعلوا المصلى حظيرة للخنازير ، والحيوانات ، ووضعوا صليبهم الأعظم فوق قبة الصخرة .  

 27-المسجد الأقصى عندما حرره صلاح الدين الأيوبي حلاله أمر بإصلاح الجامع وإعادته إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي ، وأتي بالمنبر الرائع من حلب – الذي أمر نور الدين محمود بن زنكي حلاله بصنعه للمسجد الأقصى قبل نحو : عشرين عاما من تحريره لما جعل أهم أهدافه استعادة بيت المقدس لحياض المسلمين - وقام بوضعه في الجامع ليقف عليه الخطيب في يوم الجمعة ، وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في ٢١ / ٨ / ١٩٦٩ م عندما أحرقوا المصلي الجامع . 


28-المسجد الأقصى 
 وبيـت المقـدس وأرض الإسراء هي دوماً أرض الإسلام على مر التاريخ خلا فترات عارضة كان يغلب عليها القتلة وسافكو الدماء ، ومن هؤلاء المجرمين من سماهم القرآن الكريم قوماً جبارين « جالوت وجنوده » الذين قتلهم طالوت ، وشرف الله تعالى نبينا داود عليه السلام ، بقتل جالوت وآتاه الملك . ومنهم كذلك الروم وأبناء أوروبا من الصليبيين ، واليهود في أيامنا هذه . 

 29-المسجد الأقصى لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء ، الأرض وافتراءات المعتدين ، نقولها مقرونة بالتاريخ الصحيح لمدينة القدس ، فهي أرض وقفية لا يحق بيعها أو تسليمها لأعداء الله قتلة الأنبياء ، ولن نتنازل أو نفرط في شبر منها ، ولن ترضى بالمعاهدات والمواثيق الباطلة ليكون اليهود سادة علينا ور وعلى مقدساتنا !! .

 30-المسجد الأقصى  عندما احتله اليهود عام ( ١٣٨٧ هـ - ١٩٦٧ م ) كان أول عمل قاموا به هو الاستيلاء على حائط البراق وقاموا بتدمير حارة المغاربة ، وتسويتها بالأرض بعد أربعة أيام من احتلال القدس ، وشرد جميع سكانها المسلمين ، وكان في حارة المغاربة قبل أن تهدم أربعة جوامع ، والمدرسة الأفضلية وأوقاف إسلامية أخرى ، وبذلك دفنت جرافات اليهود تاريخ حارة وقفية إسلامية . 


31-المسجد الأقصى  أعد اليهود العدة لهدمه وبناء المعبد المزعوم على أنقاضه ، حيث اتفقت الجماعات الساعية لهدمه وبناء الهيكل على توحيد جهودها ، واستغلال طاقاتها ، وتنويع نشاطاتها بحيث تجعل من قضية بناء الهيكل قضية تهم كل بيت يهودي على أرض فلسطين وخارجها ، وتتعامل حكومة الاحتلال اليهودي مع تلك الجماعات والحركات بتسامح يصل إلى حد إعطاء الضوء الأخضر للكثير من الممارسات والاعتداءات .  

32-المسجد الأقصى يمارس اليهود لتهويده شتى أنواع العدوان ، حيث تم استبدال أسماء الكثير من الشوارع والساحات العربية المحيطة بالمسجد الأقصى بأسماء يهودية ، وأطلقوا على البقعة التي هو عليها « جبل الهيكل » ليتجنبوا التسمية الصحيحة « جبل بيت المقدس » أو « المسجد الأقصى » ، وذلك لربط تلك البقعة بالمصطلحات التوراتية القديمة ، والزعم أن لتلك البقعة جذوراً تاريخية يهودية !! . 

33-المسجد الأقصى  يزعم اليهود أنه بني مكان الهيكل المزعوم ويدعون العالم لمساندتهم ومساعدتهم لإقامة الهيكل ليعود الحق إلى أصحابه ، ولتتحقق لهم الوعود التوارتية التي حرفتها أيديهم ، ومن أجل ذلك تطبع الكتب ويحرف التاريخ وتعرض الأفلام العالمية اليهودية والمتصهينة لإثبات حقهم في هدم المسجد الأقصى ، ليهيا العالم لإقامة المعبد اليهودي المزعوم . 

 34-المسجد الأقصى  لم يكن معبداً لليهود ، ولكنه مسجد للأمة المسلمة ، وما قام به نبي الله سليمان علي السلام في بيت المقدس ليس بناء لهيكل ، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك الذي هو ثاني مسجد وضع في الأرض كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح ، فالمسجد الأقصى جدد بناءه أنبياء الله تعالى إبراهيم وإسحاق ويعقوب وسليمان عليم السّلام كما جدده المسلمون بعد الفتح العمري . 

35-المسجد الأقصى  عائد ولابد ، إن شاء الله ، وقتال اليهود حادث ولاريب ، وسيقضي المسلمون المجاهدون على الدجال ومن معه من اليهود جميعا ، وتستريح البشريـــة جمعاء من شرور اليهود وأطماعهم وإفسادهم . روى مسلم عن أبي هريرة م أن رسول اللہ ﷺ قال : « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود » .

 36-المسجد الأقصى  لن يتم له أمر ، أو يعلو له شأن إلا من . هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه والمجتنبين معاصيه حيث ربط الرسول ﷺ الأرض المقدسة بأصلها الأصيل وهو الإسلام ، فهو مستقبلها وبه حياتها فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة والقلوب الموحدة ، والأيدي المتوضئة قال تعالى ( وعد الله الذين ءامنوا منكر وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبتلتهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأوليك هم الفسفون ) - ( النور : 55 ) . 

37-المسجد الأقصى  وقضية القدس ليست قضية فلسطينية ، وإنما قضية إسلامية ، وحق عام لكل مسلمي العالم ، منذ أن تسلم مفاتيحها عمر بن الخطاب رسالة وضحى المسلمون بدمائهم من أجلها وحرروها من الغزو الصليبي بقيادة صلاح الدين الأيوبي حيان فهي أرض وقفية وأمانة في عنق أمة الاسلامي

38-المسجد الأقصى  للمسلمين طال الزمان أو قصر ، فالعاقبة للمتقين ، وسيعود إلينا بإذن الله ، وهذا وعده سبحانه ، والله لا يخلف الميعـاد ، وقـد جعل الله هذه الأرض المقدسة لخير أمة ، الأمة التي تحمل أطهر وأقدس رسالة ، وهي محمد ﷺ وأتباعـه الذيـن اختارهــــم اللـه لـعمـارة الأقصى ، ، وتعلقت قلوبهم بحبها وفدائها والدفاع عنها ، والمسلمـون من بعدهم هم الذين بذلوا أرواحهم لطرد الروم والصليبيين منها ودفعوا تسع حملات صليبية عنها ، فأين كان اليهود كل هذه القرون إذا كانوا أصحاب حق في القدس والمسجد الأقصى – كما يزعمون ؟ ! .

 39-المسجد الأقصى يشهد لنا التاريخ والواقع وشواهد والسماء ، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء ، الأرض وافتراءات المعتدين ، نقولها مقرونة بالتاريخ الصحيح لمدينة القدس ، فهي أرض وقفية لا يحق بيعها أو تسليمها لأعداء الله قتلة الأنبياء ، ولن نتنازل أو نفرط في شبر منها ، ولن ترضى بالمعاهدات والمواثيق الباطلة ليكون اليهود سادة علينا ور وعلى مقدساتنا !!

40-المسجد الأقصى   ميراث الأمة المسلمة ، لذلك فإن الإمامة عليه لابد أن تكون في يد الأمة المسلمة ، الشهادة والخلافة على العالمين ، هذا ما وجه النبي محمد ﷺ إليه أمته المسلمة وحملهم مسؤولية الحفاظ عليه لأنه ميراث الأمـة الحق . وقد رسّخ النبي ﷺ محبته في قلوب صحابته – رضوان الله عليهم – وأخبرهم بفتح بيت المقدس وبشرهم بذلك . وستبقى محبة المسجد الأقصى وبيت المقدس مستمرة في نفوسنا ، فهذا من عقيدتنا ، ولن ينجح الأعداء في انتزاع هذه المحبة مهما بذلوا من جهود في ذلك ، وستبقى إن شاء الله وإلى قيام الساعة ، لأنها عقر دار المؤمنين ، ومقام الطائفة المنصورة . 

المصدر:المسجد الاقصى عيسى القدومي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-