الخلفية التاريخية للأوضاع السياسية في أوكرانيا

 تاريخ اوكرانيا

ارتباط أوكرانيا بالشرق والغرب أو بروسيا والغرب ليس بالموضوع الجديد إذ إن تاريخ أوكرانيا يشير إلى العديد من جوانب الصراع بين روسيا والغرب إذ إن أوكرانيا كانت وعلى مدى قرون مقسمة إلى جزأين ، إذ كانت روسيا القيصرية تسيطر على الجزء الشرقي من أوكرانيا أما الجزء الغربي فكان يعود إلى المملكة البولندية والذي كان يميل إلى الشراكة مع الغرب .


 وفي القرن التاسع عشر أصبح الجزء الأكبر من أوكرانيا تابعاً للإمبراطورية الروسية بينما أصبح الجزء المتبقي خاضعة للسيطرة النمساوية – الهنغارية .

اوكرانيا في الحرب العالمية الأولى

 دخلت أوكرانيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوفاق الثلاثي في الجزء التابع لروسيا ، وإلى جانب الدول المركزية أو الكبيرة في الجزء التابع للنمسا وهنغاريا ، إلا إن الفرق في عدد القوات المقاتلة والمسلحة التابعة لكل جرء كان بيناً ،فقد قاتل ( 3.5 ) مليون أوكراني إلى جانب الجيش الإمبراطوري الروسي ، بينما قاتل إلى جانب الجيش النمساوي الهنغاري ( 250000 ) أوكراني فقط . 

اوكرانيا بعد الحرب العالمية الاولى

بعد الحرب العالمية الاولى وحدوث الثورة الروسية عام 1917- خلال تلك المدة- وانهيار الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية النمساوية برزت الحركة الوطنية الأوكرانية من أجل تقرير المصير من جديد ، وخلال المدة بين عامي 1917-1920 ظهرت العديد من الدويلات المنفصلة لمدة قصيرة ومحدودة: 

وهي جمهورية أوكرانيا الشعبية ، الهتمانات ، الإدارة وجمهورية أوكرانيا السوفيتية الإشتراكية المناصرة للبلاشفة ( أوكرانيا السوفيتية ) وكل هذه التقسيمات أو التسميات كانت تابعة لأراضي الإمبراطورية الروسية .

 أما الجانب الآخر والذي كان تابعاً للنمسا وهنغاريا ظهرت فيه كل من جمهورية غرب أوكرانيا الشعبية وجمهورية هوتسول ولمدة محدودة أيضاً ، كما وظهرت في جنوب أوكرانيا حركة فوضوية سميت بالجيش الأسود بقيادة ( نيستور ماحو ) .

 وبعد مرحلة من الفوضى والحروب ومحاولات الاستقلال ظهرت أوكرانيا في 30 كانون الأول 1922 كواحدة من الدول المؤسسة للإتحاد السوفيتي وتم توسيعها كجمهورية سوفيتية اشتراكية ، وفي عام 1945 أضحت جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية من الدول الأعضاء المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة . 

اوكرانيا في الحرب العالمية الثانية

 حارب أغلب الأوكرانيون في الحرب العالمية الثانية إلى جانب المقاومة والجيش السوفيتي ، ومع ذلك شكلت بعض العناصر القومية الأوكرانية جبهة قومية معادية للسوفيت في غاليسيا وهي حيش التمرد الأوكراني في عام 1942، وخاضت حركة قومية أخرى الحرب إلى جانب الألمان النازيين ، وكانت معظم العمليات الحربية في الحرب العالمية الثانية قد حصلت على الجبهة الشرقية من أوكرانيا حسرت أعداد كبيرة من القتلى من الأوكرانيين الذين وصلوا ما بين ( 5 -8 ) مليون شخص خلال الحرب .

 كما أصيبت- أي أوكرانيا - بأضرار وتدمير الكثير من المدن والقرى وانهارت بناها التحتية وتدهورت أوضاعها بسبب المجاعة والجفاف في عام 1946- 1947 .

اوكرانيا بعد الحرب العالمية الثانية

 إلا إن الأوضاع في أوكرانيا كانت قد تبدلت في عقد الخمسينات من القرن العشرين في جوانب الصناعة والإنتاج إذ تم استثمار حوالي ( 20 % ) من ميزانية الاتحاد السوفيتي في أوكرانيا السوفيتية فزادت قوة العمل وتم الإنتاج الصناعي فأصبحت –  أوكرانيا السوفيتية – من بين الدول الأوروبية الصناعية بل أصبحت مركزا لصناعة السلاح السوفيتي والبحوث ذات التكنولوجيا العالية ، وفيما يتعلق بالقرم ثم في عام 1954 نقلها من الجمهورية الروسية إلى الجمهورية الأوكرانية ، واستمرت العلاقات السوفيتية مع أوكرانيا كجزء من الاتحاد السوفيتي .

اوكرانيا بعد الأتحاد السوفيتي

 وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي أرادت روسيا الاتحادية أن تحافظ على روابطها وعلاقاتها مع الجمهوريات السوفيتية السابقة فقامت في كانون الأول 1991 بتكوين رابطة كومنولث الدول المستقلة مع بيلاروسيا وأوكرانيا وأنضمت بعد ذلك ثمان جمهوريات  اخرى إن فوصل عدد الدول الأعضاء فيها عند إعلانها بشكل رسمي في 21 كانون الأول 1991 في الماآتا إلى إحدى عشرة دولة ، إلا إن أوكرانيا إلى جانب ذلك لم توافق مع غيرها من الجمهوريات على أن تشكل روسيا الاتحادية قوات روسيا لحفظ السلام في دول الكومنولث تحت رعايةالامم المتحدة.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-