هل عرف العرب اسم « محمد » قبل النبي ﷺ ؟

 أنكر بعض الكتاب المعاصرين معرفة العرب اسم « محمد » قبل بعثة النبي ، فيما ثبت أن هذا الاسم الكريم قد حمله الكثيرون خاصة بعد ما قرب زمان البعثة .

 فقد سمت بعض القبائل مواليدها بهذا الاسم أملا  ً بأن يكون النبي المرتجى من أبنائها ولا نخالهم كانوا ينتظرون « النبي ، بالذات يأتيهم من مكة ، فالبشائر بقدوم رسول لم تكن موجودة إلا في نصوص و العهد القديم » . ويقول القاضي عياض في " الشفاء " بعد أن ذكر أسماء بعض من حملوا اسم « محمد » : « أن الله جل اسمهُ   حمى أن يسمى ( محمد وأحمد ) قبل زمـان النبي . أما أحمد الذي أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره . وحمى الله كل من تسمى : محمد أن يدعي النبوة أو يدعيها أحد " له أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا في أمره » . 

وقد قيل ، فيما وصل إلينا من الروايات في هذا المجال ، أن آباء محمد ابن سفيان ، ومحمد بن أحيحة ، ومحمد بن حمران قد وفدوا على بعض الملوك ، وكان عنده علم من الكتاب الأول ، فأخبرهم بمبعث النبي وباسمه . و كان كل واحد منهم قد خلف امرأته حاملا  ً فنذر كل واحد منهم إن ولد .

 يقصدون بالاسماء التفاؤل فاذا سموا محمداً فيقصدون « رجاء أن يحمد » كما قال عبد المطلب يستدل إذن أن اسم « محمد » قد عرف في الجاهلية . ولدينا دليل آخر مصدره علماء السيرة الذين نقلوا أو تناقلوا هذه الروايات لدرجة أنهم اختلفوا فيما بينهم على « عدد » الذين حملوا اسم « محمد » قبل البعثة الشريفة لأنهم كانوا يحصونهم على ما يظهر .


 وإننا نثبت فيما يلي بعضاً هذه الأسماء دون الغوص في التحقيق بها . فما منها من عرف عنه أنه قال شعراً أو كان ذا مكانة في عالم الفروسية أو الحكمة أو الكهانة أو الخطابة في الجاهلية علماً بأن الكثير من آثار تلك الحقبة قد ضاع في غياهب الزمن من ويذكر الرواة الأسماء التالية المبتدئة ب « محمد » لحقبة الحاهلية ، 

1 – « محمد » بن عدي بن ربيعة من سواءة بن سعد . وسبب تسميته محمداً كما قال الحافظ في « الإصابة » ، نقلا عن ابن شاهين من طريق العلاء عن خليفة بن عبدة قال : سألت محمد بن عدي كيف سماك أبوك في الجاهلية محمداً ؟ قال أما أني سألت أبي عما سألتني عنه فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم ، أنا أحدهم ، وشعبان بن مجاشع ويزيد بن عمرو بن ربيعة ، وأسامة بن مالك ، ويزيد بن جفنة الغساني بالشام ، فلما وردنا الشام ونزلنا على غدير وعليه سمرات ( جمع سمرة : شجر الطلح ) وقربه قائم الديراني فقلنا لو اغتسلنا من هذا الماء واد هنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا ففعلنا . فأشرف علينا الديراني فقال إن هذه للغة قوم ما هي باغة أهل هذا البلد ، فقلنا نحن قوم من مضر . قال : من أي المصائر ؟ قال : قلنا من خندف . فقال : اما أنه سيبعث منكم وشيكاً نبي ترشدوا فانه خاتم النبيين  فقلنا : ما اسمه ؟ قال : « محمد » . فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمداً لذلك . وأدرك محمد بن عدي الاسلام . 

2- « محمد » بن عقبة بن أحيحة بن الحلاح الاوسي من بني جحجبا . 

3-و محمد بن أسامة بن مالك بن حبيب . وقد عده أبو نعم في الصحابة . والصحيح أنه لا صحبة له لأنه مات قبل البعثة بدهر !

4-" محمد " بن براء بن طريف بن عتوارة ( أو عتوارة ) البكري بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة . وقد أدرك الاسلام .

5- " و محمد " بن الحرث بن حديج .

6 – « محمد » بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم .

 7 – "و محمد " بن حمران بن أبي حمران بن مالك الجعفي. 

8– « محمد » بن خزاعي بن علقمة بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمي الذي توجه أبرهة الحبشي وأمره أن يغزو بني كنانة فقتلوه . 

9 – « محمد » بن خولة الهمواني . 

10 – « محمد » بن سفيان بن مجاشع التميمي جد جد الفرزدق الشاعر وكان سفيان أتى إلى الشام فنزل على راهب فأعجبته فصاحته وعقاله . فسأل الراهب عن نسبه فانتسب له إلى مضر ، فقال له : أما أنه سيبعث في العرب نبي يقال له « محمد » فسمى سفيان ابنه « محمداً » . 

11 – « محمد » بن اليحمد الازدي ( اليحمد كما ضبطه الامام النووي في « شرح مسلم » ، وأبو علي الغساني في كتابه « تقييد المهمل » 

12 – « محمد » بن يزيد بن عمرو بن ربيعة التميمي . 

13 - « محمد » بن الأسيدي . 

14- « محمد » بن مسلمة الأنصاري أخو بني حارثة وقد أدرك الإسلام . 


المصدر:في صحبة النبي صلّ الله عليه وسلم "محمد صالح البنداق"




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-