عظماء أسلموا

 خالد شلدريك

حصل الأديب العالمي عالم الأديان العالم الإنجليزي الدكتور شلدريك على الدكتوراه في الآداب ، وكان لحضوره لقاءات واجتماعات عبد الله بك كوبليام أكبر الأثر في اقتناعه تماما بشريعة الإسلام ؛ فانشرح لـه صـدره وأشهر إسلامه عـام ۱۹۰۳ م بعد دراسات مطولة متأنية في مقارنة الأديان السماوية والمذاهب الأخرى جميعها ، قبل أن يلتقي بأي مسلم في بلاده ، وتسمى باسم خالد.

قصة إسلامه

أما كيف اعتنق الإسلام ؛ فيذكر أنه كان وهو يدرس المسيحية في المدرسة يسأل كثيرا عن الأديان الأخرى ، ويتوق إلى دراستها ، ثـم حـدث أن زار إحدى المكتبات التجارية ، وطلب مشاهدة ما فيها من الكتب المؤلفـة عـن مختلف الأديان ، فعرض عليه كتاب في الطعن على البوذية ، وكتاب في الطعن على الهندوسية ، وبضعة كتب في الطعن على الإسلام . 
لما لاحظ أن الاهتمام بمحاربة الإسلام والطعـن عليـه وتشـويـه صـورته أشـد كثيرا من الاهتمام بمحاربة الديانات والمذاهب الأخرى ، اشتاقت نفسه إلى دراسة هـذا الـدين ؛ الذي يتعرض لهذا التشويه المتعمد ؛ فأخذ يقرأ كتب الطعن فيه ، ومن العجيب أنه آمن بـه من هذه الكتب التي تطعن فيه ، فأرسل إلى السلطان العثماني ( السلطان عبد الحميد ) في تركيا يخبره بإيمانه ، ويطلب منه التوسع في دراسة الإسلام ، وكـان جـواب شيخ الإسلام التركي أن أحال الدكتور شلدريك على الشيخ عبد الله كوبليام .
وقال عن الأسلام:
 "تساءلت في نفسي : إذا كان الإسلام لا أهمية له ، فلماذا يبذل الغربيون كـل هـذه الجهود لمقاومته ؟ ليس عندي ريب في أن الإسلام سيسـود العالم أجمع ، بشرط أن يكون المسلمون مثالاً حسنا يعلن عن الإسلام ، ويعرف الأمـم بـه عملياً » . وقال أيضا : « عقيدة التوحيد الخالص التي امتاز بها الإسلام هي أصح العقائد التي عرفها البشر ، وهي كاملة في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ، وفي إعلان صفات الكمال لبارئ الكون .. إن الإسلام لا يخفيـه انتقاد منتقديه ... وإذا كان هناك ديـن انـتشر بالسيف ، فليس هو الإسلام بل غيره »

إسهاماته

وكما اتصل الدكتور خالد شلدريك بالشيخ كوبليام وأخـذ عنه ، فقـد اتصـل  أيضا بالدكتور سهروردي وعدد آخر من العلماء المسلمين الشرقيين والإنجليز ، وأسسوا جمعية إسلامية جديدة للدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه ونشر مبادئه ، وأسندت سكرتارية تلك الجمعية إلى الدكتور خالد شلدريك ، ثم أصبح وكيلاً لها ، ثم آلت إليه رئاستها عام ١٩١١ م ، وكانت الجمعية تنظم الاجتماعات العامة التي يحضرها المئات من كبار المثقفين والمفكرين الإنجليز لشرح قواعد الإسلام وبيان محاسنه ؛ فأسلم كثيرون منهم على علم بأصول الإسلام ، وإيمانا بمبادئه . 
عندما نشبت الحرب التي خاضها المسلمون الأتراك في البلقان ، وانضم إليهم كثير من متطوعي البلاد الإسلامية الأخرى ؛ وكان منهم عدد كبير من المصريين . وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤ م تفرق أعضاء الجمعية ؛ حيث ذهب الدكتور خالد شلدريك إلى ميدان القتال ، فأغلقت الجمعية أبوابها ، وما إن وضعت الحرب أوزارها حتى عاد إلى لندن ، وتعاون مع بعض علماء الإسلام مـن الشرقيين والإنجليز على إنشاء جمعية جديدة باسم ( الجمعية الغربية الإسلامية ) ، فتم ذلك في عام ١٩٢٠ م ، واختير رئيسا لتلك الجمعية مدى الحياة ، وكـان مـن أهـداف تلك الجمعية : الدعوة إلى نشر الإسلام ، ومـديـد الـعـون للمعـوزيـن مـن المسلمين القادمين مـن البلدان الإسلامية والإفريقية ، ومنهم كثير مـن البلدان العربيـة والصومال والهنـد ؛ ممن كانوا يعملون في المواني البريطانية ، وكـان أيضا مـن أهداف الجمعية إنشاء المساجد والمدارس لتعليم أبناء المسلمين ، كما أنشئت في عـام ۱۹۲۷ م جمعية فرعيـة لـدفن المسلمين الغرباء بإنجلترا طبقا للشريعة الإسلامية ، وأسندت رئاستها إلى نخبة من كبار القوم منهم . 
قد قام خالد شلدريك ( Khalid Sheldrake ) في لندن عام ( ١٩١٤ م ) بترجمة معاني القرآن الكـريـم بـلغـة الاسبرانتو العالمية ، وظهـر بعضها في مجلة إسلاميك ريفيوا رحمه الله.
مسجد الفضل 1926بلندن
صورة من ويكبيديا
المصادر:عظماء أسلمواراغب السرجاني
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://en.m.wikipedia.org/wiki/Khalid_Sheldrake&ved=2ahUKEwiA8Pes-aL2AhVMSPEDHclgB1UQFnoECAQQAQ&usg=AOvVaw07csjPMBo0BlmOKMe3Se3f





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-